مبدئيا كلنا متفقين على أن الزواج ده سنة من سنن الحياة
وهو حياة بحد ذاته
واحيانا كتير بيكون هدف للانسان
أنه يبنى أسرة تخدم المجتمع وتضيف ليه
وبيكون شايف أن نجاح أسرته ده نجاح ليه .. وأنه نجاحه شيء نابع من أسرته
بس تخيلوا لو كان الزواج عائق في سبيل أهدافك وأحلامك هتعمل ايه ؟؟
هتقولوا لي ازاي الزواج يكون عائق
انا في البوست ده هشرح ازاي هو عائق
انا هتكلم من خلال المجتمع اللي أنا عايشة فيه
اللي هو مجتمع كلية الاعلام
بالاضافة لتجارب ناس من حواليا
يعني نقدر نقول ان البوست هيكتسب نظرة شخصية في معالجته
أفتكر أني أول ما قررت أدخل إعلام
اتقالت لي جملة غريبة اوي ومن ناس كتير :
قدامك خيارين :
يا تشتغلي في المجال ده ... يا تتجوزي
الاتنين ميجتمعوش
طبعا انا كنت مصممة عالكلية فيعني لو كان اتقال لي ايه مكنتش هسمع لحد
ودخلت الكلية وأنا حاطة هدف اني عايزة أشارك في صناعة اعلام اسلامي حر
بس بردوا مازالت الكلمة دي بتتكرر لي كتير اوي
من أي حد يعرف أني ناوية أشتغل مراسلة أو مخرجة أو صحفية أو منتجة
وأني ناوية أكرس حياتي للموضوع ده
وكأن الزواج والاعلام لا يجتمعان
واحدة صاحبتي
صحفية كبيرة بتسافر برا وبتروح وتيجي
لحد النهاردة مااتجوزتش
وآخر عريس جالها كان شرطه : سيبي الشغل !!
ممكن تقولوا أني بهول الموضوع
وان عادي في زوجات عاملات كتير
أنا هنا بفترض أني مش عندي مواعيد عمل تحكمني ... وان ظروف العمل والاخبار والتصوير هي ما تحكمني
صاحبتي التانية متخرجة من كلية طب
وحاليا بتشتغل نائبة او حاجة كده مش فاكرة
بس شغلها ده يقتضي أنها بتبات في المستشفى أكتر من يوم
ومش مسموح لها طوال مدة زمنية معينة أنها تبات ولا يوم خارج المستشفى
وبردوا محدش عايزها تشتغل
الغالبية بتستنكر أن الفتاة تكون عندها ساعات عمل غير محددة
أو تشتغل فترة طويلة
أنا شخصيا هدفي أني أكون مراسلة لقناة إخبارية او مخرجةعظيمة لأفلام عظيمة وآخد على شغلي في الحالتين جايزة زي اوسكار
وشايفة أن من حقي أني أكون ليا هدف كبير في حياتي وأحققه وأنجح فيه
بس في المقابل نظرة الناس للموضوع ده
بتخليني أستغرب جدا
انتي بنت ... ومهمتك الأساسية بيتك وأولادك
وانتي اللي هتصنعي الرجال اللي يقدروا يحققوا الاحلام دي
ومش لازم تحققيه بنفسك قمة الانجاز انك تولدي حد يحققه
وانك لو مش اتجوزتي هتندمي
والصبيان دي وظيفتهم مش انتي
وكلام كبير كده
ساعتها بفكر وبتأمل الواقع :
مش من حقي أني أقتحم مجال بشهادة الجميع احنا لسه متخلفين فيه وانجح فيه وأنصر ديني هناك
مش من حقي أني أكون طبيبة بتحمي مثيلاتها من النساء بدل ما يلجأوا للرجال
نادرا أوي لما بنسمع عن طبيبة جراحة عندنا في مصر او في العالم العربي
نادرا ما نسمع عن مخرجة كبيرة مسلمة
لما بشوف شيرين أبو عاقلة عالجزيرة
بفرح اوي
دي امرأة أثبتت للعالم معنى الاعلام كاشف الحقيقة
عمري ماانسى يوم مااتحاصروا
او لما الدبابة مشيت وراها
ولما الشيخ القرضاوي شكرها
ليه معندناش نماذج اسلامية كتير زيها
نسمع كتير اوي عن حرية المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية
نيجي نبص
نلاقي الازواج اللي كانوا بينادوا بكده هم من الاشخاص اللي بيمنعوا زوجاتهم من المشاركة
دي نقطة
نقطة تانية
نظرة العريس المتقدم :
أولا : مش بيبقى متخيل يعني أنا ايه أنا بشتغل في مجال زي ده
مش متخيل أني بشتغل ممكن لوقت طويل
ممكن أبات بره البيت
ممكن أسافر لأسابيع
بشتغل في محيط مختلط لاقصى درجة
أغلب زمايل العمل إن لم يكن جميعهم هما رجالة
والاختلاط ده في مجالنا ضرورة وشيء واجب
مش هيتم العمل الا بيه
مش ممكن في يوم من الايام اتحاشاه أو أشتغل في بئية بناتية بحته
ممكن كتير أسافر مع زمايلي في الشغل
بينا لقاءات عمل كتير
يتخللها غداء .. عشاء .. أي حاجة
وده شيء بجد بيحصل
غير أني في الآخر هيكون ليا وضع في مجالي
بحضر مؤتمرات .. ندوات
زائد أن الحياة كلها هتختلف لو فعلا حققت هدفي وانتشرت عالميا
ولو حصل وتخيلنا أنه وافق على ده كله
أكيد هيبقى إنسان ( مريخي ) مش من على سطح الارض
ممكن نظريا تدي اللستة دي كاملة للعريس ويوافق
بس نيجي على أرض الواقع
أنا لسه في بداية المشوار
ايه اللي يضمني أنه مش بياخدني على اد عقلي
وانه هيرفض يشاركني تكملة المشوار من أصله
بفكر كتير
هل فعلا دي معادلة :
إما حياة مهنية ناجحة
أو حياة أسرية ناجحة
والاتنين لا يجتمعان
أنا مؤمنة أن مجال الاعلام ده جهاد في حد ذاته
بيتطلب مجاهدين حارسين للثغر
ومادام دخلته
يبقى حماية الثغر فرض عين عليا
ببص للمجاهدات القساميات
وبشوف نجاحهم
وبفكر ... هل زوجها لما اتقدم لها قالها : سيبي شغلك ؟؟