Tuesday, November 9, 2010

شاركهم شغفهم

في زمن أصبحت معادن الناس فيه كالحديد الصدئ

تألق عطاؤهم .. شع بذلهم .. تلألأت تضحياتهم

أصبحوا شمس الأمل في حياة الكثيرين

أن تلتقي بأناس يعملون جاهدين لإعالة أسرهم شيء مألوف معروف

أن تبصر بشرا يفنون أعمارهم في إعالة وكفالة غيرهم أمر نادر

أقف منبهرة حقا أمام من وهبوا أوقاتهم لله

من سخروا طاقاتهم للسعي في قضاء حوائج الناس

من اقتطعوا من راحتهم ورزقهم ومشاعرهم ليجعلوا حياة أناس لا يعرفونهم وقد لايلتقون بهم يوما

حياة كريمة لا يهددها شبح الفاقة والعوز

هناك نور ما يضفي على وجوههم لمحة سماوية

ترى في أعينهم حب الخالق فعلا لا قولا

يعملون بصمت لا ينتظرون ثناءاً أو أجراً من بشر

جل أمانيهم أن يطلع الله على قلوبهم الصادقة فيرزقهم رضاه

عجيب أمره

ذاك الذي يستقي سعادته من بسمة يرسمها على شفاه مريض

ذاك الذي يستمد حنانه من تربيتة على شعر يتيم

ذاك الذي يستعين على ملمات الحياة بدعوة صادقة تخرج من محتاج أعانه

ذاك الذي باع عمره لله

مبهرٌ فعله

ذاك الذي يمضي وقته في فرز الملابس والأوراق والأواني والزجاجات المستعملة ليخرج منها برزق يمنحه للمحتاج

ذاك الذي يقف بائعا مناديا في أفقر الأماكن ليدفئ أجسادا أعياها برد الأعوام

ذاك الذي يحمل أثاثا ليسهم في تشكيل عشٍ لزوجين عاشقين

ذاك الذي يجول باحثا متحريا طريق المستعففين

جميلة نفوسهم أولئك المتطوعون