حواء

السلام عليكم
يمكن ده من اكتر الموضوعات اللي فكرت كتير جدا قبل مااكتبها .. مش عارفة ربما لإنه بناتيتي زيادة عن اللزوم

وانا بحب جلسات البنات المغلقة


الاسبوع اللي فات يعتبر اكتر اسبوع في حياتي خضت فيه مناقشات بناتية حتى الموت .. حاسة مؤخرا ان كل البنات زعلانة ومتضايقة ومحتاجة اللي يفهمها
قبل ماادخل في تشعبات الموضوع تعالوا نتفق على قاعدة عامة هي أساس الموضوع :
خلق آدم في الجنة وسط كل أنواع النعيم ... استوحش .. فخلقت حواء من ضلع آدم - ضلعه المحيط بالقلب -( عليهما وعلى نبينا السلام )
القاعدة دي في رأيي بتفسر كل حاجة .. آدم رغم كل أصناف النعيم والملذات حواليه .. افتقد وجود روح تانية معاه تعطي للنعيم رونقه وقيمته .. استوحش وافتقد حواء قبل أن يعرفها .. تاقت لها نفسه قبل أن تخلق
حواء اتخلقت منه .. اتكونت من محيط قلبه .. ضلعه اللي بيحمي قلبه دايما خرجت هي منه
هل من الممكن بعد كده حد فيهم يرتاح من غير التاني ؟؟
احنا لو تعبنا شوية .. إصبع صغير جدا في ايدنا تعبنا .. كل شيء فينا بيتعب
( إذا اشتكى منه عضو .. تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )
ما بالنا .. بلو اختفى منه ضلع .. عايش عمره اللي فات من غيره .. ياترى اد ايه قلبه واجعه ومشتاق للي يرجع يحميه تاني ؟
مابالنا .. بضلع ضايع منه بقية جسمه كله ؟؟ .. حاسة بايه وهي عايشة نفسها ترجعله ؟؟ نفسها ترجع لإنسان قلبه هو سر وجودها .. مش بتنتمي لغيره .. يوم ما ترجعله بس وتستقر تاني في مكانها الأصلي قدام قلبه .. هترتاح
عشان كده .. دايما هنقابل في حياتنا وقدامنا .. محاولات من الاتنين إنهم يرجعوا مكتملين مرة تانية
موقف سمعته وضايقني جدا .. بنت بتلبس لبس مش محترم اوي .. اتخطبت .. مامتها قالت لها : هتلبسي عبايات .. رفضت البنت وقالت : انا وخطيبي يا ماما مش شايفين مشكلة في اللبس ده .. هو موافق أفضل كده
قالت الأم : لا طبعا .. احنا كنا بنلبسك اللبس ده عشان تتخطبي .. اتخطبتي هتلبسي لبس محترم
الموقف ده بيلخص في رأيي مشاكل كتيرة جدا .. سببتها أزمة صعوبة الزواج المنتشرة حاليا
في بنات بقت مستعدة تعمل أي حاجة عشان تلاقي آدم .. ومش مهم هو ده آدم اللي هي بتنتمي له ولالا
عندها استعداد .. تلبس لبس مش كويس .. تضحك قدام شباب ضحكة مش صح حد يسمعها .. تتكلم بطريقة دلع زيادة .. تتحرك وتتصرف وتتعامل بطريقة غلط .. عشان حد يلمحها فترتبط
تصرفات غلط كتير جدا .. سببها رعب كبير من إنها ممكن تعيش عمرها وحيدة من غير آدم
بتنسى إنها مش بتتعامل مع شركة حكومية .. محتاجة مفاوضات وتنزيلات عشان تاخد طلبها
هي بتتعامل مع ربنا .. ملك الملوك .. أكرم الأكرمين .. وأجود الراحمين .. سبحانه خزائنه لا تنفد من العطاء .. عنده سبحانه كل أمنياتنا وأحلامنا وطلباتنا .. وقادر سبحانه على منحها لنا .. فقط لو طلبناها بصدق
تصرفاتها دي دليل على إنها مش بتحب آدم فعلا .. ومش حاسة بالانتماء ليه وإنها أكيد هترجعله تاني
اللي بيحب حد وعايز يجيبله هدية .. بيلف كتير جدا ويدور كتير جدا .. لحد ما يلاقي هدية تليق بمقام محبوبه
مش بيجيب له شيء مستعمل مستهلك تعبان كل الناس شافته قبل كده ورفضته ويقدمه
لان محبوبه عنده غالي وملوش مثيل .. يستحق أن يهبه العالم لإسعاده
قلبك في يوم هتقدميه لآدم خاصتك .. شوفي عايزة تقدميه ازاي ؟؟
عايزة تكوني البنت اللي كان حواليها فتن كتير .. كانت تعبانة ووحيدة وضعيفة .. وشايفة بنات حواليها ماشيين مع هيثم وتامر عايشين قصة حب وهمية .. شايفة ناس بتتبسط فالكلام وتضحك مع ده وتهزر مع ده وتصاحب ده .. بس لإنها حواء تقية بتخاف ربنا وبتحترم آدم .. تعالت فوق كل الفتن وفضلت نقية
بتمر بلحظات صعبة كتير .. بتحتاج آدم يكون جمبها .. بتحتاج تحس إنها محبوبة .. بتحتاج لايد تنتشلها من همومها ووحدتها .. بتجتاز كل ده وبتصبر وبتدعي وبتحافظ على قلبها نقي لم يخدش بعد
حواليها صاحباتها أمهات حنونات لأطفالهم .. وهي أم حنونة لأيتام كانوا مفتقدين لامومتها .. بنت بارة لمسنين كانوا محتاجين حنانها .. ايد بتمسح دمعة مرضى .. قلب بيساعد محتاج .. عطاء متواصل لمجتمعها
بالليل .. بعد ما الناس تنام .. بتقوم تصلي قيام .. لإنها عارفة إن آدم في مكان ما بيصلي هو كمان قيام .. بيدعوا ربنا إنه يرضى عنهم ويستخدمهم في نصرة دينه .. بيحكوا لربنا عن أحلامهم وآمالهم وآمانيهم .. وبيقولوا له يارب رجعنا لبعض عشان نعمر في الأرض
أحيانا بيحصل لها ابتلاءات كبيرة اوي .. بتحس إنها مش قادرة تجتازها لوحدها سليمة .. بتخبي سؤال جواها .. هو فين ؟ ليه بعدي ده لوحدي ؟ بس بتبقى عارفة إنها محتاجة تنجح في كل الاختبارات دي .. عشان يوم ما ترجع مكانها قدام قلبه تفضل ثابتة وعارفة تحميه
بيوحشها .. وبتشتاق له .. جواها ينبوع عاطفة لا ينضب .. قلب بيخفق بحب وإنتماء ليه لوحده .. روح تواقة لحياة مشتركة هيعيشوها .. بس لإنها حواء بتحبه .. هتخزن كل مشاعرها ليوم ما تقابله
لإنها حواء عارفة قيمة رسالتها كويس .. عارفة إن ربنا خلقها حواء .. وأي محاولة منها إنها متكنش حواء هتتعبها وهتضيع صفائها وسعادتها .. ولإنها مدينة لنفسها إنها تكون حواء بجد .. فضلت حواء نقية تقية طائعة للي خلقها وخلقه
ممكن متقابلش آدم هنا .. ممكن يكون موعد رجوعهم لبعض في الجنة .. ممكن يكون ابتلائها إنها تعيش من غيره في الدنيا .. لإن آدم اللي في الجنة يستحق كل التعب اللي تعبته
وعشان حواء عارفة إن آدم اللي هتختار تكون ضلعه .. هو اللي هتقف جمبه قدام النبي يوم القيامة بفخر وتقوله : يارسول الله ده اللي ارتضيت دينه وخلقه .. واللي حاولنا سوا نكون على سنتك .. ونحرر مسراك .. ونظهر للعالم عظمتك
هتقف معاه قدام ربنا ويقولوا له سبحانه : يارب حاولنا نخدم دينك وننصره .. نكون يارب أسرة قدوة منارة للناس عن روعة الحياة في ظل طاعتك
عشان عارفة ده .. وعشان نفسها تكون سعيدة : هتختاره بعناية فائقة .. مش هتستعجل لحد ما تتأكد إنه هو ده آدم
صاحبة قلبه .. وصاحب ضلعها