
(إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون )
قعدت أتأمل في آيات القذف اللي ذكرت فالقرآن الكريم
والوعيد الشديد اللي فيها
ووصف ربنا للذين يرتكبون هذه الكبيرة
تأملت كثيرا لماذا هذا الوعيد الشديد
عقوبة وحد في الدنيا
وعذاب في النار في الاخرة
كبيرة تستوجب دخول النار فالاخرة
فكرت
ربنا سبحانه وتعالى عادل .. رحيم .. رحمن
مطلع وعالم
عارف قلب البنت اللي هتتحط فالوضع ده هيبقى عامل ازاي
قلب مكسور
روح مظلومة
لا يخفف ألمها أي شيء في الدنيا
مهما طال الظلم أو قصر
داخلها زرع ألم عميق لا يختفي بمرور الزمن
عارفين شعور البنت لو لاقدر الله حد اغتصبها ؟؟
شعور أن أعز ما تملك قد تم تدنيسه
أنها مكرهة سلبت شرفها الغالي
شعور المقذوفة شبيه بهذا
عنوة قد تم تدنيس سمعتها
اتهمت ظلما وزورا بما لم تفعل
هناك من يحاول تدنيس كرامتها واعتزازها بما هي عليه
أنا أنثى
لكي أكون أنثى فخورة
أمشي مرفوعة الرأس بين الأنام
لعلمهم ولعلمي بأني شريفة محترمة ... لم يلطخ كرامتي أمر مهما صغر أوكبر
ما بالكم لو سلبت الفتاة هذا الفخر والكبرياء
ما كنه شعورها وهي تسير بين أعين تتهمها بما لم تفعل
هي المحصنة الغافلة التي لم تفكر يوما في أي أمر يسيء من كبائر وفواحش
غافلة ان في هذا العالم .. ذئاب بشرية مهمتها تحطيم نفسها
ما كنه شعورها ؟
وقد غرز قلبها بشظايا عميقة بهدف تفتيته ؟
هي تعلم ما هي عليه
واثقه أنه محض افتراء
ولكن الشعور بالظلم والمرارة والألم والكره لا يختفي
أتعلمون الشعور بأن تكون حيا ؟؟
كل ما فيك ينبض وتعبر فوقك جرافة بهدف تحطيمك
تسمع أصوات تكسر عظامك
تتفتت لقطع صغيرة من المستحيل تجميعها مرة أخرى
الألم العميق الساكن بداخلها لا توصفه الكلمات
تعجز المعاني عن إيضاحه
احتراق قلبها ومرارته لا يتخيله مخلوق
تموت في اليوم ألف مرة
قلبها يطعن ويطعن مرارا وتكرارا .. حتى يستنزفه الوجع
روحها تهشم وتحطم
تتصادق الدموع وعينيها
ماعادت تبصر الدنيا الا من خلال دموعها
تتآلف روحها والوجع فلا تعود تحيا بغيره
تملأ الدنيا صراخا وعويلا .. لكن الألم لا يسكن
تتغير نفسها لتصبح ذات جرح غائر لا يندمل
ولا يزول أبدا عن خريطة تشكيلها
قد تسمع جميع الكلام العقلاني عن عدم أهمية هذا الألم فحقها لا شك عائد إليها
لكن كل هذا لا يجعل الألم يزول أو يختفي
رغم ثقتها في موعود ربها بالنصر
إلا أن قلبها المكلوم يظل ينزف
حتى ترى الانتقام الشافي له
الله سبحانه وتعالى عادل ورحيم
يعلم كم أن قلبها سيتحطم ويتألم ويذوي
فوعدها بأن يرد لها حقها
في الدنيا والآخرة